سورة المجادلة - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المجادلة)


        


قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها} وهي خولة بنت ثعلبة، وقيل بنت خويلد، وليس هذا بمختلف لأن أحدهما أبوها والآخر جدها، فنسبت إلى كل واحد منهما. وزوجها أوس بن الصامت. قال عروة: وكان امرأً به لمم فأصابه بعض لممه فظاهر من امرأته، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه في ذلك.

{وتشتكي إلى الله} فيه وجهان:
أحدهما: تستغيث بالله.
والثاني: تسترحم الله.
وروى الحسن أنها قالت: يا رسول الله قد نسخ الله سنن الجاهلية وإن زوجي ظاهر مني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أوحي إليّ في هذا شيء» فقالت: يا رسول الله أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا؟ فقال: «هو ما قلت لك» فقالت: إلى الله أشكو لا إلى رسوله، فأنزل الله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك} الآية. وقرأ ابن مسعود: {قَد سَّمِعَ}.
قالت عائشة: تبارك الله الذي أوعى سمعه كل شيء، سمع كلام خولة بنت ثعلبة وأنا في ناحية البيت ما أسمع بعض ما تقول، وهي تقول: يا رسول الله أكل شبابي وانقطع ولدي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك، فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الأية.
{والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير} والمحاورة مراجعة الكلام، قال عنترة:
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى *** ولكان لو علم الكلام مكلمي.
{الذين يظاهرون منكم من نسائهم} الظهار قول الرجل لامرأته.
أنت عليّ كظهر أمي، سمي ظهاراً لأنه قصد تحريم ظهرها عليه، وقيل: لأنه قد جعلها عليه كظهر أمه، وقد كان في الجاهلية طلاقاً ثلاثاً لا رجعة فيه ولا إباحة بعده فنسخه الله إلى ما استقر عليه الشرع من وجوب الكفارة فيه بالعود.


ثم قال: {ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم} تكذيباً من الله تعالى لقول الرجل لامرأته: أنت علي كظهر أمي.
{وإنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً} يعني بمنكر القول الظاهر، وبالزور كذبهم في جعل الزوجات أمهات.


{إن الذين يحادُّون الله ورسوله} فيه وجهان:
أحدهما: يعادون الله ورسوله، قاله مجاهد.
الثاني: يخالفون الله ورسوله، قاله الكلبي.
وفي أصل المحادة وجهان:
أحدهما: أن تكون في حد يخالف حد صاحبك، قاله الزجاج.
الثاني: أنه مأخوذ من الحديد المعد للمحادة.

{كبتوا كما كبت الذين من قبلهم} فيه أربعة أوجه:
أحدها: أخزوا كما أخزي الذين من قبلهم، قاله قتادة.
الثاني: معناه أهلكوا كما أهلك الذين من قبلهم، قاله الأخفش وأبو عبيدة.
الثالث: لعنوا كما لعن الذين من قبلهم، قاله السدي، وقيل هي بلغة مذحج
الرابع: ردوا مقهورين.

1 | 2 | 3